الدين

ما حكم الزوج الذي يقلل من قيمة زوجته​؟ فتوى شرعية واضحة

تُعد العلاقة الزوجية في الإسلام من أسمى الروابط الإنسانية، وقد أولى الشرع الحنيف اهتمامًا بالغًا بحقوق كل من الزوج والزوجة، وحرص على أن تقوم هذه العلاقة على المودة والرحمة والاحترام المتبادل، لكن في بعض البيوت، تظهر مشكلات تتعلق بسوء معاملة الزوج لزوجته، أو تقليله من شأنها، أو حتى إهانتها أمام الآخرين أو بينهما، وهنا يبرز سؤال مهم: ما حكم الزوج الذي يقلل من قيمة زوجته​؟ وما هي نظرة الشريعة الإسلامية لمثل هذا السلوك؟

في هذا المقال من “الموسوعة”، سنعرض فتوى شرعية واضحة حول هذا الموضوع، مع توضيح الأدلة من القرآن والسنة، والآثار النفسية والاجتماعية لهذا التصرف، وواجبات الزوج تجاه زوجته، بالإضافة إلى نصائح عملية لتحسين العلاقة الزوجية.

 

ما المقصود بتقليل الزوج من قيمة زوجته؟

المقصود بتقليل الزوج من قيمة زوجته هو كل تصرف أو قول يصدر من الزوج يؤدي إلى تحقير الزوجة أو التقليل من شأنها أو مكانتها، سواء كان ذلك أمام الآخرين أو في الخفاء، ويشمل ذلك السخرية من الزوجة، أو الاستهزاء بآرائها، أو التقليل من إنجازاتها، أو إهانتها لفظيًا أو جسديًا، أو مقارنتها بغيرها بشكل سلبي، أو تجاهل مشاعرها واحتياجاتها.
معاملة الزوج القاسية لزوجته تدخل أيضًا في هذا الباب، وتشمل كل سلوك فيه قسوة أو عنف أو جفاء أو إهمال متعمد، ويزداد الأمر سوءًا إذا كان الزوج يكرر هذه التصرفات أمام أهل الزوجة أو أولادهما، مما يسبب لها جرحًا نفسيًا عميقًا ويؤثر على كرامتها وثقتها بنفسها.

 

حكم التقليل من الزوجة في الإسلام

حكم التقليل من الزوجة في الإسلام

الإسلام دين الرحمة والعدل، وقد نهى عن الظلم والإهانة بكل صورها، خاصة بين الزوجين، حكم الزوج الذي يقلل من قيمة زوجته​ في الشريعة الإسلامية أنه آثم، ويعد هذا السلوك من صور الظلم المحرم شرعًا.
قال تعالى:

“وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ” (النساء: 19)
أي أن على الزوج أن يعامل زوجته بالمعروف، أي بكل ما هو حسن من قول وفعل.
كما أن حكم إهانة الزوج لزوجته في الإسلام واضح، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سباب المسلم، فكيف إذا كان ذلك بين الزوجين؟
وقد أجمع العلماء على أن إهانة الزوجة أو التقليل من شأنها أو سبها أو ضربها بغير حق من كبائر الذنوب، ويجب على الزوج التوبة والاستغفار ورد الاعتبار لزوجته.

 

قد تكون مهتماً أيضاً بالقراءة عن: حكم امتناع الزوجة عن زوجها​ في الإسلام – متى يجوز؟.

 

أدلة من القرآن والسنة على احترام الزوجة

جاءت نصوص كثيرة في القرآن والسنة تؤكد على وجوب احترام الزوجة وحسن معاملتها.
من القرآن الكريم:

  • قوله تعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ” (النساء: 19)
  • قوله تعالى: “وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ” (البقرة: 228)
    أي أن للزوجة حقوقًا على زوجها كما أن عليه حقوقًا لها.

من السنة النبوية:

  • قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” (رواه الترمذي).
  • وقال أيضًا: “استوصوا بالنساء خيرًا” (متفق عليه).
  • ولم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أهان زوجة أو سبها أو قسا عليها، بل كان يعامل زوجاته بالرحمة واللين والاحترام.

 

تعرف على المزيد من المعلومات من خلال هذه المقالة: كل ماتريد معرفته عن احكام الجماع بين الزوجين.

 

الآثار النفسية لتقليل شأن الزوجة

آثار التقليل من الزوجة نفسيًا خطيرة وعميقة، وقد تدمر ثقتها بنفسها وتؤثر على صحتها النفسية والجسدية، من أبرز هذه الآثار:

  • الشعور بالدونية وفقدان الثقة بالنفس.
  • القلق والاكتئاب واضطرابات النوم.
  • ضعف القدرة على تربية الأبناء أو التواصل معهم بشكل صحي.
  • تدهور العلاقة الزوجية وزيادة الخلافات.
  • في بعض الحالات، قد يؤدي الأمر إلى الانعزال الاجتماعي أو التفكير في الطلاق.

كما أن الأطفال الذين يشاهدون أمهم تتعرض للإهانة أو التقليل من قيمتها، قد يتأثرون نفسيًا وسلوكيًا، ويكتسبون أنماطًا سلبية في التعامل مع الآخرين.

 

حكم الزوج الذي يقلل من قيمة زوجته​

 

واجب الزوج في معاملة زوجته بالحسنى

الإسلام جعل احترام الزوجة في الشريعة من أهم واجبات الزوج، وأمره بأن يكون قدوة في حسن الخلق والرحمة.
من واجبات الزوج تجاه زوجته:

  • احترامها وتقديرها وعدم إهانتها أو التقليل من شأنها.
  • الإنفاق عليها بالمعروف، وتوفير الأمان النفسي والمادي لها.
  • الاستماع إليها ومشاركتها في اتخاذ القرارات الأسرية.
  • مدحها والثناء عليها أمام الآخرين، وعدم مقارنتها بغيرها.
  • الاعتذار عند الخطأ، والسعي لإرضائها وإدخال السرور على قلبها.
  • تجنب السب والإهانة، فـ هل يجوز السب والإهانة بين الزوجين؟ الجواب: لا يجوز شرعًا، وهو من كبائر الذنوب.

 

هل يؤثر ذلك على صحة الزواج شرعًا؟

هل يؤثر ذلك على صحة الزواج شرعًا؟

نعم، معاملة الزوج القاسية لزوجته أو إهانتها أو التقليل من شأنها يؤثر سلبًا على صحة الزواج شرعًا.
فالزواج في الإسلام يقوم على المودة والرحمة، وإذا فقدت هذه الأسس بسبب الظلم أو الإهانة، فقد يصبح استمرار الحياة الزوجية أمرًا صعبًا أو مستحيلًا.
وقد نص الفقهاء على أن الإضرار بالزوجة أو تعمد إهانتها أو التقليل من شأنها من أسباب الفسخ أو الطلاق إذا لم ينصلح حال الزوج.
كما أن حكم التقليل من الزوجة أمام أهلها أشد، لأنه يسبب لها جرحًا مضاعفًا ويهز مكانتها الاجتماعية، ويعد من صور الظلم البين.

 

قد يهمك أيضاً القراءة فى: كل ما تريد معرفتة عن حكم ضرب الزوجة لزوجها في الإسلام.

 

متى يحق للزوجة طلب الطلاق؟

يحق للزوجة طلب الطلاق إذا تعرضت للإهانة المستمرة أو التقليل من شأنها أو سوء المعاملة، خاصة إذا لم تجد من الزوج توبة أو إصلاحًا.
وقد أجاز الفقهاء للمرأة أن ترفع أمرها إلى القاضي إذا تعذر العيش مع الزوج بسبب سوء معاملته أو ظلمه أو إهانته لها.
كيف يتعامل الإسلام مع ظلم الزوج لزوجته؟
الإسلام يرفض الظلم بكل صوره، ويحث الزوجة على الصبر أولًا، ثم النصح والتذكير، ثم الاستعانة بأهل الخير أو القاضي الشرعي إذا استمر الظلم.
وفي حال ثبوت الضرر، يحق للزوجة طلب الطلاق أو الخلع، ويكون الزوج آثمًا ويحاسب على ظلمه يوم القيامة.

 

نصائح للمصالحة وتحسين العلاقة الزوجية

نصائح للمصالحة وتحسين العلاقة الزوجية

إذا حدثت مشاكل أو تقصير من الزوج، فالإسلام يشجع على المصالحة والإصلاح.
نصائح للزوج في معاملة زوجته بالحسنى:

  • تذكر أن الكلمة الطيبة صدقة، وأن الاحترام المتبادل أساس السعادة الزوجية.
  • اجعل الحوار وسيلة لحل الخلافات، وابتعد عن السخرية أو التقليل من الشريك.
  • اعتذر عند الخطأ، ولا تتردد في التعبير عن مشاعرك الإيجابية.
  • شارك زوجتك في اهتماماتها، وادعمها في تحقيق طموحاتها.
  • لا تذكر عيوبها أمام الآخرين، وكن سندًا لها في الأزمات.
  • إذا شعرت بالغضب، خذ وقتًا للهدوء قبل الحديث أو اتخاذ أي قرار.
  • تذكر أن الاحترام المتبادل ينعكس إيجابًا على الأبناء والأسرة كلها.

 

يمكنك الاطلاع أيضاً على: حكم رفض الزوجة للجماع بسبب عدم الرغبة: متى يكون مباحًا ومتى يُحرم؟.

 

أسئلة شائعة حول إهانة الزوج لزوجته

1- هل يجوز للزوج إهانة زوجته إذا أخطأت؟

لا يجوز شرعًا، بل عليه النصح بالحسنى، والرفق في المعاتبة، والابتعاد عن الإهانة أو التقليل من شأنها.

2- ما حكم الزوج الذي يسب زوجته أو يضربها؟

هذا من كبائر الذنوب، ويعد ظلمًا صريحًا، ويجب على الزوج التوبة ورد الاعتبار للزوجة.

3- هل يجوز للزوجة أن ترد الإهانة بالمثل؟

الأفضل الصبر وضبط النفس، ثم محاولة الإصلاح أو الاستعانة بأهل الخير، وإذا استمر الظلم يحق لها طلب الطلاق.

4- ما أثر التقليل من الزوجة أمام أولادها؟

يؤدي إلى فقدان احترام الأم في نظر الأبناء، ويؤثر سلبًا على نفسيتهم وسلوكهم.

5- هل يجوز للزوجة أن تشتكي زوجها لأهلها أو للقاضي؟

إذا استمر الظلم ولم تجد حلًا، يجوز لها ذلك شرعًا.

 

حكم الزوج الذي يقلل من قيمة زوجته​

 

في الختام، يتضح أن حكم الزوج الذي يقلل من قيمة زوجته​ في الشريعة الإسلامية أنه آثم ومرتكب للظلم، ويجب عليه التوبة والإصلاح، الإسلام دين الرحمة والعدل، وقد أمر بحسن معاملة الزوجة واحترامها، ونهى عن الإهانة أو التقليل من شأنها بأي صورة، على الزوج أن يتذكر أن الاحترام المتبادل هو أساس الحياة الزوجية السعيدة، وأن الظلم لا يدوم، وأن الله سائله عن كل كلمة أو فعل صدر منه تجاه زوجته، وعلى الزوجة أن تطالب بحقوقها بالحسنى، وألا تتردد في طلب المساعدة إذا استمر الظلم، فالحياة الزوجية شراكة تقوم على المودة والرحمة، وأي إخلال بهذه القيم يهدد استقرار الأسرة والمجتمع.

 

ندعوك لـ زيارة موقعنا الموسوعة حيث تجد مئات المقالات المفيدة في مختلف التخصصات ، وفي حال أردت قراءة المزيد من المقالات الدينية سوف تجد أيضا كل ما تريد معرفته.

المصادر

wikipedia

زر الذهاب إلى الأعلى